بسم الله الرحمن الرحيم
عندما يشعر الكاتب بالضيق فانه يتجه مباشرة الى قلمه واوراقه لينفس عن هذا الضيق بالكتابه وكأن الحبر علاج ( فسيولوجي ) لما يعتمل داخل صدره .
ولا يعلم هذا الكاتب أن القلم والأوراق لو قدر لها أن تشتكي لاشتكت من بني البشر لكثرة الهموم التي تلقى عليهما وكأنه ليس هناك متنفس سوى في هذين المغلوبين على امرهما .
و (لكل شيخ طريقه ) في تنفيس هذا الغضب فمثلا :
الكاتب السياسي الذي يقوم بكتابة كل مايجول بخاطره من الكوارث والحوادث والأنقلابات ونقد للنظام في بعض الأحيان وفي نهاية المطاف يترك مكان التوقيع فارغا لتتحمل الورقه المسكينه ذنب ذلك الأحمق فيقوم المستلم والذي غالبا مايكون مسؤول بتمزيقها بما فيها من نزف للحبر ورميها في سلة المهملات ( بعد التحري عن المصدر طبعا ) .
وصوره اخرى للكاتب الأجتماعي الذي يتحدث عن كل مشاكل المجتمع وهمومه وينتقد الصحه والطرق والسلوك العام والفساد والأنحلال الأخلاقي ولا يعلم بحقيقته سوى قلمه وورقته التي كتب عليها بأنه حامل لمرض ( الموبقات السبعه ) ويقوم بكل التجاوزات التي ينتقدها .
اما الكاتب في الثقافه والأدب والشعر فانه (حالم)ورومنسي يعتبر القلم بمثابة عاشق ولهان للورق.
ويستمتع القلم بنزف حبره كيف لا وهو يقوم بكاتبة فيظ من المشاعر والكلمات الرائعه ولكن ياأخوتي الأعزاء ذلك الشاعر ( لص مؤدب ) يقوم بالسطو على قصائد الغير ولكن بأسلوب اخلاقي ولا يكشفه سوى الورق حينما يعود الى اسلافه السابقين ليجد نفس الأطروحات مع اختلاف طفيف في التوقيع طبعا .
اما الكاتب الرياضي وما ادراك ما الكاتب الرياضي فهو شخص ( سوقي ) تربى على مدرجات الملاعب بين انفاس التبغ والباعه المتجولين وفي جو صاخب وكلامات لا اخلاقيه يوجهها الميول المتعصب الى فريق أو لون أو شعار دون غيره وهو دائما يحمل لواء الحياد في الطرح حتى تظن للوهله الأولى أن ( تحت القبه شيخ ) ولكن ذلك الكاتب في حقيقته لا يعرف من الروح الرياضيه غير اسمها ولا يملك من اللياقه الكتابيه سوى اقلها .
هذه العينات ( الشاذه ) وغيرها من العينات الأخرى مثل الكتاب ( بتاع كله ) هي حقيقة سر معاناة القلم والورقه وهي السبب الرئيسي لنزوح الكثيرين للحبر الرقمي والصفحات الألكترونيه التي تمنح القاريء الخيار بأستبعاد مابداخلها ب(كلك ) بسيط ودون اهدار الكثير من الوقت والجهد والمال لتذهب هرطقة ذلك الكاتب ادراج الرياح العنكبوتيه مع حفظ ( النيك نيم ) للكاتب لأستثناء كل ما يقوم بطرحه في قادم المواعيد .
لذلك فالكتابه الألكترونيه هي سبيل الخلاص الوحيد أمام الورق والقلم لتلقي وأخيرا وبعد الاف القرون ومنذ اكتشاف ورق البردي الحمل عن كاهلها وتضعه على هذا الوافد الجديد الذي يوفر الكثير من الحبر الذي لو سال على بحار الكره الأرضيه لغطاها بعشرات المرات وذلك الورق الذي لو وزع على يابسة العالم لغطى اضعاف الرقم السابق .
دمتم في رعاية الله